زينب إسماعيل تكتب: صعيدية ترفع شعار «لا للثأر»

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

 سين سؤال: ماذا تعلمت من أيامك التي مضت ؟ جيم جواب: تعلمت أن الدنيا سلف ودين،  تعلمت أن من يزرع الثوم لا يجني الريحان ، تعلمت أن المظلوم منصور ولو بعد حين.. هذه المعاني اجتمعت في  أم شاب قتل بسبب خصومة ثارية بين عائلتها وعائلة أخرى في مركز فرشوط  بالصعيد عام 2014 , وبدلا من المطالبة بالثأر لفلذة كبدها!! اختارت أن يكون أجرها على الله وتبنت مبادرة "لا للثأر في الصعيد"، هذه الأم هي أماني أبو سحلى، وبصراحة أوضحت هذه الأم الرائعة - خلال حديثها في برنامج يحدث في مصر - أن السيدة الصعيدية يمكنها وقف سلسال الدم وإنهاء الثأر، و أيضًا تستطيع أن تؤججه! وأضافت: "للأسف  في الثأرعندنا القاتل لا يقتل- بضم الباء-، ولكن الأبرياء غالبا هم من يلقون حتفهم، خاصة وأن أصحاب القتيل يختارون الثأر من الشخص الأكثر نجاحًا والذي عليه العين في العائلة الأخري والذي غالبا ليس له أي ذنب!! وتستطرد قائلة أنها حين وقعت الواقعة لديها سامحت في حق ابنها بعد هداية الله لها  وبدلا من المطالبة بالثأر ، طلبت من زوجها السفر لعمل عمرة  بالسعودية بعد وفاة ابنها بـ 10 أيام وطلبت من المعتمرين أن يدعوا لها بالصبر" ونادت بأحلي مبادرة تدعو الي وقف سلسال الدم بين أبناء الصعيد ، وطالبت بتعميم المبادرة في كل مدن الصعيد،..  علي الجانب الآخر علق الدكتور مبروك عطية  العميد السابق بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الأصل الأصيل أن الله شرع القصاص لكن ليس تطبيقه بيد أحد سوى القضاء، مشيرًا  الي صاحبة المبادرة أنه رب ضارة نافعة حيث إن الأمر نتج عنه مبادرة "صعيد بلا ثأر ،وأضاف  موضحًا أن ارتكاب الثأر جريمة في الدين ومن يسامح يحفظ الله جميع من حوله، مطالباً من فقد قريب له أن يستعين بالصبر والصلاة وألا يبادر بأخذ القصاص بيده وأن يوكل الأمر للقاضي والدولة. وتابع، أن غياب حكمة الإسلام في المشكلات الثأرية هي سبب ما يرتكب من جرائم، فما يؤخذ بالكلمة لا يؤخذ بالعصا..وهذه المبادرة هي الحياة في القصاص.. قال الله تعالي: ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ ﴾، أَيْ: بَقَاءٌ، وَذَلِكَ أَنَّ الْقَاصِدَ لِلْقَتْلِ إِذَا عَلِمَ أَنَّهُ إِذَا قَتَلَ يُقْتَلُ - بضم الباء -، يَمْتَنِعُ عَنِ الْقَتْلِ، فَيَكُونُ فِيهِ بَقَاؤُهُ وَبَقَاءُ مَنْ يريدون قَتْلِهِ .. حقا وصدقا من عَلِمَ حكم الله في أمر، ثمّ اعتقد أنّ غير حكم الله أحفظ للمصلحة، وأقربُ إلى العدل، فقد تطاول على الله، واستخفَّ بأحكامه وحدوده . نعم في القصاص حياة لمن يسمع ويري ويقرأ.

[email protected]